الايمان والخرافة

أعزائي قراء المنتدى تصلني بين فترة واخرى ايميلات تحتوي على صلاة ما ثم سرد لما حصل لاشخاص اهملوا ارسال هذه الصلاة الى عدد من الاشخاص حيث مات قريب لهم او طُردوا من وظيفتهم او احترق بيتهم ...الخ ، اما من يرسل هذه الصلاة الى عدد معين من الاشخاص فيكسب يانصيب اللوتو او يأتيه مبلغ كبير من المال ...الخ .
عادت بي الذاكرة الى الثمانينات من القرن الماضي حيث لم يكن هناك انترنت ولا ايميل ، وكانت عجائب مار كوركيس تكتب على ورقة وتعطى لخمسة اشخاص ، وياليت كانت الورقة تحتوى على عجائب مار كوركيس وانما تهديد ووعيد لم يفشل في توزيع الاوراق الخمسة على اشخاص ليقوموا بدورهم بكتابتها وتوزيعيها على خمسة اشخاص اخرين وهكذا دواليك . حينها استشرت احد اباء الكهنة حول هذا الامر والامر الاول الذي قاله لي "مزقي هذه الورقة وارميها في سلة النفايات ولتكن خطيئتكِ في رقبتي" تعجبت من قول هذا الكاهن الذي يُشهد له بثقافته الللاهوتية الكبيرة .
اليوم وبعد مرور مايقارب اكثر من 20 عاما على تلك الورقة وكلمات الكاهن بدأت انصح اصدقائي اللذين تصلهم مثل هذه الايميلات بان يحذفونها مباشرة ولتكن خطيئتهم في رقبتي ، لانني اكتشفت بمرور الزمن وبعد حضور عدد كبير من المحاضرات وقراءة الكتب ان إلهنا هو اب حنون محب لدرجة انه يحترم قراراتنا ولايتعامل مع ابنائه بالتهديد والوعيد وانما بكشف الطريق الصحيح لنا واعطائنا الحرية الكاملة في الاختيار مع احترام كامل لقرارنا . لم يكن الايمان يوما ما ايمان مصالح ، كما يقول المثل "شيلني واشيلك" اي اعمل هذا تربح لوتو وان لم تعمل هذا فقريب لك (لاذنب له بالموضوع) سيموت . كان بأمكان الله ان يتعامل معنا بقبضة من حديد ونسير جميعنا في خط واحد بدون انحراف ، لكن في الكتاب المقدس يقول ان الله اب ديمقراطي لايضغط على احد والجميع لهم نفس القدر اللامتناهي من الحرية .
لذا يجب ان ننبذ كل خرافة متعلقة بالدين كما كان يقول اجدادنا رحمهم الله ان من يستحم في ايام الباعوثة يتعرض (ولا اعلم هل يحدث هذا فورا ام بعد زمن) الى اهتزاز في الرأس ، وكثير من الخرافات . مع اللاهوت المعاصر لم يعد هناك مكان لخرافة ما سوى في قلوب الذين لايزالوا تحت سيطرة الوساوس متناسين ان يسوع المسيح قد خلصنا من هذه الوساوس والى الابد عندما انتصر على الخطيئة بموته وقيامته ، ألا تظنون ذلك ايها القراء الاعزاء أم لديكم رأي مختلف عن رأي؟ بانتظار ارائكم الغنية