أمسكت بالقلم وأنامل يدي ترتجف ! لم أعرف السبب في أول وهلة ! بادرني سؤال مبهم لم أعرف كنهه ! وفكرت طويلا دون أن أعرف جوابا لــــه !!! عندئذ أخذ رأسي يدور في دوامة ، وباتت أحاسيسي تفقد طعمها ! ولكني تذكرت بعد عناء من التفكير ، أن في الموضوع إن !!! وفجأة التفت نحو سريري ووقعت عيناي على مخدتي ! فعاودتني ذاكرتي !!! فتركت القلم جانبا كي أضع أناملي تحت المخدة ! وأخرجت ظرف بريد عليه طابع أجنبي !!! وأخرجت من داخل الظرف ورقة معطرة ! وكنت أضع تلك الرسالة تحت مخدتي !!! وبدأت أقرأ الرسالة وقد سطر فيها : ـــــ
حبيبتي الغالية ( ،،،،،،،،، )
بالرغم من مرور هذه السنين على فراقنــــا ! فيا أغلى من حياتي إني لازلت أهواك ! وسوف احطم الدنيا بالبحث عن عمل كي أقدر أن أسحبك ! وعندئذ سوف أكون أسعد إنسان فاز بحبك !!! ولا أريد بالكلام المعســول كـي أخــــدعك ... إني متيم بهواك ! ولا أقدر أن أعيش بدونك !!!
ومــــــر عامان ! وتلاهما عاميــــن ! وكانت هذه الرسالة أول وآخر رسالة أتلاقـــاها من حبيبي ! والذي أبقاني أعيش على أمل كذاب !!! ولما قدم أحد أقربائي الى الوطن بعد سنوات من الفراق لزيارة الاهل والاقرباء ! أخبرته عن أخبار الحبيب ! فهز رأسه قائلا : ـ ( لاتتعبي نفسك ! لان الحبيب الموعود لايستحق منك هذا الاخلاص له ! فمنذ أن وطأت قدميه أرض المهجر ! بات شخصا آخر ! ضاع في دوامة المظاهر الكاذبة !!! إذ تلقفته أجنبية [ صديقة ] وكان يشتغل كالحمار / عذرا / من أجل إرضاء نزواته معها ! ولايزال لحد اليوم يزرع وهي تحصد في حقل الهوى والحب الكاذب ) !!! عندئذ أمسكت بأصابع ترتجف من هول الصدمــــة ومزقت رسالة الغش والخداع ! قائلة لنفسي ،، وجب على الانسان أن لايعيش في السراب كالغيوم المتنقلة تحت قبة السماء ! ومزقت الرسالة ! وصليت من أجل الانسان الذي غدر بي ... وقلت لنفسي .. في حياتنا نتعلم دروس وعبر !!!