ايماننا يحول الالم الى حياة

تغنت المسيحية منذ القدم بالالم واحيانا الى حد التطرف ، وتسابق الرهبان والنُسّاك بإيذاء انفسهم ليعيشوا آلام المسيح . لايحق لنا ان ننتقد طريقة عيش المسيحيين في تلك الازمنة لأن هذه كانت الثقافة السائدة حينها ، أما اليوم فلم تعد الامور كذلك ، ففي زمننا المعاصر يحاول الانسان جاهدا ان يقلل من الالم قدر الامكان ، وحتى انه يحاول احيانا ان يمحيه .
يتفق الكثير من اللاهوتيين ان "الالم شر" ولايمكن ان يكون خيرا ابدا . يعتقد البعض بأن هناك ألما مقدسا ، وهذا لم يعد واردا الان . يتسائل الانسان على مر التاريخ : لماذا الالم موجود ؟ ويظل هذا السوآل الازلي بلا جواب . لماذا تألم المسيح ؟ لكي نفهم ألم المسيح ، لنأخذ امرا واقعا في حياتنا ويحدث في كل لحظة في مكان من العالم ألا وهو آلام الولادة . للمرأة القدرة على تحمل هذه الآلام التي لايمكن للرجل ان يتحملها ، حيث يقول العلماء ان الرجل ممكن ان يموت من جراء هذه الآلام .عندما تأتي ساعة المرأة لتلد ندعو تلك الساعة "المخاض" أي تخوض المرأة معركة مؤلمة جدا لتهب الحياة . بعد المخاض والولادة تتغير حياة المرأة حيث لم تعد كما كانت .
الالم نوعان : ألم ايجابي وألم سلبي . النوع الاول يجعل الانسان يقدّر قيمة الحياة وينفتح على الاخرين ، فيها يأخذ الحياة من ألمه ويهبها للآخرين ، حيث يصبح "الأنت" هو مركز الكون . أما النوع الثاني فصاحبها يتقوقع على نفسه ، حيث يشفق على نفسه ويستجدي شفقة الآخرين ، ويصبح كالجَمَل يجتر ألمه ويتمتع بهذا الاجترار ، ويصبح "أناه" هو مركز الكون .
الان ماذا علمنا المعلم يسوع ؟ يسوع لم يعلمنا تحمّل الالم ، لانه يعرف حقيقة ان الالم لايمكن تحمله . يسوع علمنا ان نحول الالم الى حياة . إن حياتنا مليئة بالآلام وهي كلها قابلة للتحول الى حياة إن نحن اردنا ذلك . هناك ألم موت انسان عزيز علينا ، ألم فراق حبيب، ألم الخسارة ، ألم الخيانة ...وغيرها ، كلها مهما كانت قابلة للتحول الى معرفة قيمة الحياة وإعطاءها للآخرين . وهذه هي حقيقة قيامة المسيح ، الالم تحول الى حياة ، المسيح لم ولن يتباكى يوما على نفسه ، ومن الامور الغريبة في كنيستنا هي ارتداء الثوب الاسود والبكاء في الكنيسة يوم الجمعة العظيمة ، بينما يقول يسوع لبنات اورشليم "لاتبكين عليَّ" . الالم موجود ولانقدر ان نمنعه عنا لكننا نستطيع ان نحوله الى حياة ، الى قيامة .

تسلمي يا هكران وعاشت ايدج على الموضوع ستبقين شمعة دائمة تنورين المنتدى بكتاباتك.

عزيزتي هكران لنتأمل الالم الذ عانته امنا مريم وهي ترى ابنها يتعذب على خشبة الصليب

وتعجز عن فعل شئ ، من له ان يدرك الم يسوع وهو يرى امه تتألم لحاله ، رجلا مقتدرا

بالقول والاعمال هو ذا يقدم لها الالم والعذاب ، لكن كان هناك صباحا مشرقا ونهار وحياة

جديدة هناك القيامة . لنقم مع مريم باكرا لصبح جديد لننطلق الى عالمنا المتصارع مبشرين اياه

بحياة جديدة وسلام دائم ، هكذ تحول الالم الى حياة وانتصر الخير والنور بحياة يسوع الى الابد

sunny

شكرا لمرورك عزيزي جلال وصدقني انت تنور المنتدى بردودك وشرحك الرائع للموضوع

امبدعة هكران امبدع خالي جلال

الله يخليكم للمنتدى تحياتي

مرورك اسعدني ثامر ونورت المنتدى

عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 23/04/2009

أعزائي القراء، لم اعلق من قبل على موضوعً ما، ولكن موضوع الالم يهزني بقوة وبعمق، ولهذا دفعت بيميني لتعانق فأرة الكومبيوتر لأكتبَ واعلق ،فبدايةً ارجو ان تتساهلوا معي و معلوماتي الدينية المتواضعة مقارنةً بالعزيز العم جلال والعزيزة هكران مشرفة المنتدى. فأستميحكم عذراً مقدماً،،،
يقول الاب هنري بولاد اليسوعي في كتابه (الانسان و سر الوجود)،
من اسباب وجود العذاب والالم في العالم هو ان العالم بحد ذاته غير مكتمل، وهو في حالة مخاض مثل المرأة التي تشعر بألم سابق للولادة، وهوشرط لحدوثها، فالانسان و الخليقة في حالة تمخض الان، ومن خلال ذلك يخرج الوليد المنتظر وهو عالم الغد الذي يتكون حالياً بدخلها..
أراد الله ان تشارك الخليقة كلها في خلقها لا الانسان فقط. فلماذا هناك الزلازل مثلاً ? لأن الأرض لم تأخذ شكلها النهائي بعد..لماذا هناك اوبئة? لأن الأنسجام بين الميكروبات وبقية الخليقة لم يحدث بعد..هناك خلل في العالم، وقد أراد الله ذلك، فهناك عملية تمخض تجري الان في العالم..
ارجو ان لاتبخلو بالردfeedback وانا كلي عيونٌ واذانٌ. بارك الله بكم

أخي خليل
الالم سر ، والسر بالمعنى المسيحي هو علامة تشير الى حقيقة اعمق . والالم يشير الى حقيقة اعمق وهي سر وجود الانسان وسر الخلقة . انها امور متصلة ببعضها البعض ولايمكن ان نتكلم عن امر بدون المرور بالامور الاخرى ، وهذا ما فعلتَه انت عندما استشهدت بكتاب الاب جان بول اليسوعي ، انه رباط يتجاوز الفكر والعقل بين الالم والخلقة ، لكن الولادة دائما هي حالة التجدد التي يخلقها الالم ، ولهذا نرى ان تأثير القيامة بعد الم وموت يسوع كان جارفا ولم ولن يتوقف الى الابد . ان قيامة يسوع كانت ستفقد معناها بدون ألمه ، لابل ان القيامة هي تحصيل حاصل للألم . هل هذا يعني ان نبحث عن الالم لكي نصل الى القيامة ؟ بالتأكيد لا ، ليس علينا ان نفعل كذاك "الاحمق" الذي كان يضع قطع من الحصى في حذائه لكي يشعر بالالم المتواصل تضامنا مع ألم يسوع ، في هذه المناسبة كشف لي احد الآباء سرا صغيرا وهو : لو كان الامر بيد يسوع كان سيتجنب الالم لان الالم شر ، لذلك يبكي ويكتئب في بستان الزيتون لانه تصور الالم الرهيب الذي سيعانيه ، حتى انه يصلي الى الله ان يخفف عنه هذا الالم ، لكنه يعرف ان طرق الله ليس كطرق الناس لذلك يقول في الناس "لا كمشيئتي بل كمشيئتك يا أبي" . في حياتنا الكثير والكثير من الآلام منها الجسدية ومنها النفسية ومنها العقلية ، فلا حاجة لنا لنبحث عن الالم وإلا اصبحنا "مازوخيين" (الذي يتلذذون بالالم) ، كذلك ليس الالم مهما بل الى ماذا يقودنا هو الاهم ، انها الولادة والخلقة الجديدة التي يتمخض عنها الالم .

شكرا على مرورك يا خليل والى المزيد من مشاركاتك الجميلة

عاشت ايدك هكران موضوع روعه تقبل مروري

شكرا لمرورك الحلو ديفيد نورت المنتدى بردودك الحلوة

عدد المساهمات : 665 تاريخ التسجيل : 24/06/2009

المبدعــــة هكران متي يونا ايماننا يحول الالم الى حياة Icon_queen

عاشت الأيادي على هالموضـــوع الشيق .. عاشت الأيـــــــــادي ... ايماننا يحول الالم الى حياة Icon_santa

تبلوا مروري
Arsanos

شكرا عزيزي أرسانوس المنتدى منور بوجودك معنا وبكتابتك الرائعة وبردودك اللي تجذب الانتباه وأنا شخصيا أراقب ردودك لانها تصب في منبع واحد الا وهو الله هذا المنبع الحقيقي الذي منه نستمد كل فكرة او قول او حكمة بارك الله بأمثالك ودمت للمنتدى فكرا .

عدد المساهمات : 665 تاريخ التسجيل : 24/06/2009

عاشت الأيادي * هكـــــران *
موضوع حلـــو جدا !
تسلم اأيادي
تحياتنا ...

» <<<<<قمة الالم ان تعشق شخصا ليس لك>>>>>
» حياة الشاعر نزار قباني......
» بالصور قصة حياة المغفور له عمو بابا
» نبذة عن حياة الربان هرمزد القديس
» حِكَم ونصائح ... مهمه في حياة ألأنسان