هل نحن نعبد ثلاثة ؟

شكرا vanoshka على هذا الموضوع الحساس ، والذي يحاول الكثير من المسيحيين تجنبه لانهم يقعون في ورطة عندما يحاولون ان يشرحوه . عندما قرأت موضوعك اتصلت باحد الاباء الكهنة اسأله عن الثالوث ، فكان جوابه كالاتي :
عند التكلم عن الثالوث يبدأ دماغنا البشري بالتفكير المنطقي الرياضي أي 1 1=2 لذلك عند القول 1=3 مستحيل ولاوجود له في عالم المنطق الرياضي , وهذا صحيح لان الله ليس مسألة حسابية او رياضيات ، لكنه خبرة وجدانية نابعة من صميم كياننا البشري . في الفصل الاول من سفر التكوين يقول الكاتب "وخلق الله الانسان على صورته كمثاله ، ذكرا وانثى خلقه" ، هناك لاهوتيون يقولون ان في الله صفات الذكر والانثى ، بينما كاتب قصة الخلقة لم يكن هذا قصده . لاهوتيا نستطيع ان نقول إن الرجل لايطيق ان يحيا وحده وكذلك بالنسبة للمرأة ، وكلاهما معا لايستطيعان ان يعيشا لوحدهما لذلك بنجبان اولادا وبنات ، وفي نفس الوقت بنطلقان في علاقات اجتماعية قد تكون واسعة او ضيقة بحسب طبيعتهما ، لكن المهم هناك الكلمة السحرية "علاقة" ، اذاً الانسان المخلوق على صورة الله هو علاقة ، فالله اذا علاقة ، والعلاقة تحتاج الى اكثر من طرف ولهذا الله هو علاقة ثالوثية ، هو ثلاثة اشخاص لكنهم واحد ، بالضبط عندما يرسل الاب ابنه فلا فرق بينه وبين ابنه ، انهما واحد ، فما يقوله الابن معناه قاله الاب وبالعكس ، من جهة اخرى الرجل والمرأة المتزوجان لايقدران ان يعبرا عن مدى اتحادهما بكلمات انسانية ضعيفة ، لكنهما يشعران ويختبران هذا الاتحاد الجوهري الانساني الصميمي ، لهذا يقول يسوع في انجيل متى "ويصبحان كلاهما جسدا واحدا" انه ليس كلام مثاليات لكنه واقع ملموس مُختَبَر . هكذا هو إلهنا العجيب ، ممكن ان نعرف ماذا يعني ثالوث من خلال خبرتنا الانسانية المنفتحة بالحب الى كل البشر ابتداء من اقرب الاشخاص الينا (الزوجة ، الزوج ،الاولاد ، الاخ ، الاخت ، الاب والام وبقية العشيرة) .