الدكة والخزامة بين الماضي والحاضر.....

عندما كنا صغار نتجمع حول جدتي(بيبي) وهي تروي لنا قصص الماضي وكيف كانت حياتهم البسيطة ,وتصف لنا ازيائهم القديمة وما هي اخر الصيحات في وقتهم فكان من اهم زينة المرأة الدكة والخزامة.
والدكة عبارة عن نقوش تنقش بواسطة ابرة الخياطة العادية بعد تعقيمها طبعا وتضرب اي منطقة من الجسم تريدها المراة مع استحدام صبغة حضراء لتترك الرسم الواضح في الجسم ,وكانت النساء تنقش على الوجه واليدين والقدمين واماكن اخرى
وحتى الرجال كانوا يقومون بالنقش فيكتبون اسمائهم او عبارات تعبر عن عشرتهم وانتمائاتهم وحتى اسماء عشيقاتهم في بعض الاحيان
وكان لكل عشيرة نقشها الخاص الذي تلتزم به كل النساء حتى يميزها عن نساء العشائر الاخرى.
اما الخزامة وهي الشئ الاروع من الدكة فهي عبارة عن قطع من الزينة والحلي تعلق بواسطة ثقب في الانف ولها اشكال واحجام مختلفة وقد تتسم بعضها بثقل في وزنها فاغلبها مصنوعة من الذهب وكانت بعضها تغطي اغلب المنطقة اسفل الانف
كانت هذه اخر الصيحات في عصر اجدادنا.
وبعد التطورات التي شهدتها الحياة الاجتماعية وانتقال اغلب السكان الى المدن وقيام المدن الكبيرة اصبحت هذه الزينة من قديمالزمان فما عادت اي امراة تتزين بها فقد اصبحت صيحة قديمة حتى ان بعض النساء تعتبرها ظاهرة تدل على التخلف وكبار السن هم الذين ضلوا مجتفضين بها.
واصبحت امرا لا تقدم عليه اي امراة متحضرة او متعلمة
وفجاة دخلت علينا موجة جديدة من الدكة تحت عنوان ال "تاتو" فبعد ان اصبحت صيحة قديمة لدى النساء العربيات اخذها منا الغرب ووضع لها مسميات جديد وغير اكالها فاصبح بستطاعة المرء ان ينقش اي شكل يريده وبالوان مختلفة حتى ان بعض الاشكال لم تكن لائقة ولا محترمة.
واصبح هم الشباب وللاسف رسم الاشكال على اجسادهم حتى وان لم يعرفوا عن ماذا تعبر هذه الاشكال واصبحت التنافس فيما بينهم هو كل ما يشغل تفكيرهم.
اما الخزامة فقد صغر حجمها واصبحت عبارة عن قطع ضغيرة من الحلي تلصق على الانف وفي بعض الاحيان تكون على شكل حلق صغير يثبت بالانف بواسطة ثقب.
ففيوقت من الاوقات ضحكنا على اجدادنا وتعجبنا من مقدار تملهم للالم في سبيل الحصول على الدكة نجد انفسنا الان في مجتمع يتنافس فيه الشباب للحصول على التاتو بالرغم من الالم .
وبعد ان تحلصت المراة العربية من اشكال الزينة هذه اخذها الغرب واعاد تصنيعها من جديد لتكون تجارة مربحة واعاد تصديرها لنا.
فيا شباب ارجو منكم الانتباه الى الامر فالغرب يقوم بغزو المجتمع العربي ثقافيا باسلحة كانت عربية في اصولها فغير قليلا في مضمونها حتى صارت تواكب العصر الحديث .