التنبؤ بالكوارث الطبيعية مستحيل

طلال سلامة من روما: يدير العالم "رالف أركوليتا" قسم علوم الأرض في جامعة كاليفورنيا في "سانتا بربارا" ويعتبر أحد أبرز الخبراء الأميركيين في ملفات الزلازل الكبرى. وفي الآونة الأخيرة استلم هذا العالم من الجمعية الأميركية للزلازل ميدالية علمية فخمة هي (Harry Fielding Reid Medal)، مماثلة لجائزة نوبل المخصصة للجيولوجيا.

من روما إجراء مقابلات مع شخصيات علمية دولية شهيرة لرؤية ما إذا كان ممكناً التنبؤ بالكوارث الطبيعية. في ما يلي نص الحوار:

سؤال: هل من الممكن، كما تؤكد بعض الجهات، أن تؤدي التغييرات في كثافة مستوى غاز الرادون الى التنبؤ بحدوث الزلزال؟
جواب: ان العلاقة بين غاز الرادون والزلازل نظرية يدور حولها الجدل منذ عدة سنوات. ثمة من يقول إن الزلزال الذي وقع في إقليم "سيشوان" الصيني، في العام الماضي، سبقه ارتفاع في مستويات غاز الرادون.

أنا لا أشكك بأن الباحثين نجحوا في رصد زيادة في كثافة هذا الغاز إضافة الى تسجيل تغييرات في تركيبته الكيميائية الفيزيائية. بيد ان ذلك لا يكفي لاثبات صلة وصل مباشرة بينه وبين وقوع الزلازل.

سؤال: ماذا تقصدون بذلك؟
جواب: لو وجدنا نفسنا أمام قانون كوني لكان من السهل رصد زلزال في كل مرة ترتفع فيه كثافة هذا الغاز. على العكس، فان ما يحصل مضاد تماماً لهذا القانون. في أغلب الأوقات، لا يتم رصد أي ارتفاع في كثافة هذا الغاز.

سؤال: إذن، ليس هناك صلة وصل ذات معنى، بين الرادون والزلازل، من وجهة النظر الستاتيستيكية؟
جواب: انطلقت الدراسات والأبحاث حول نظرية غاز الرادون منذ سبعينات القرن الماضي. والعديد من العلماء الأميركيين انكبوا على دراسة هذه النظرية. ان جنوب كاليفورنيا، أين تقع جامعتي، مليئة بغاز الرادون. مع ذلك، لم يسجل أبداً علاقة بين ارتفاع مستويات هذا الغاز ووقوع أي زلزال هنا. لو كانت توجد أي علاقة ستاتيستيكية لكنا قادرين على تشفيرها لتضحي معادلة دقيقة وواضحة. ما يعني أنه كان بوسعنا التنبؤ ب60 أو 40 أو 30 أو 20 في المئة على الأقل من الزلازل. للأسف، ما يزال الأمر مستحيلا.

سؤال: ربما يعود ذلك الى استهتار علمي في دراسة نظرية غاز الرادون وربما لم تعملوا بالشكل الكافي؟
جواب: أمام الكوارث الطبيعية، كما الزلازل، لا يُسمح لنا بتجاهل أي نظرية، حتى تلك الأكثر شواذاً. لقد درسنا نظرية غاز الرادون طوال أكثر من 15 عاماً وللأسف لا نستطيع إثبات موثوقيتها! ان اكتشاف كيفية النجاح في التنبؤ بوقوع الزلازل أمر مذهل! لكن صدقني لا يمكننا، لغاية اليوم، إلا مراقبة هذه الزلازل ووضع خرائط مستقبلية لها.. غير موثوقة بدورها!